المطالب للنشر بالعربیة (المکة المکرمة)

شنبه 30 تیر 1397

المسجد الحرام

1. المسجد الحرام وهو أقدس مسجد في الإسلام وقبلة المسلمين في صلاتهم، يقع في مدينة مكة المكرمة في السعودية، ويحتوي على العديد من المعالم الإسلامية الهامة وعلى رأسها الكعبة المشرفة، والصفا والمروة، وبئر زمزم، ومقام إبراهيم والعديد من المعالم الأخرى،

2. يوجد في الفقه الإسلامي أحكام خاصة للمسجد بالإضافة إلى الأحكام العامة.


فضائل المسجد الحرام

لقد ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة، مجموعة من الفضائل أختص بها المسجد الحرام، منها:

1. أنّه أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله عز وجل فقد أمر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع القواعد من البيت، والقيام على خدمته ليكون موئلاً للطائفين والعاكفين، والركع السجود، 

2. وعن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أوّل مسجد وضع في الأرض؟ قال: ”المسجد الحرام“، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: ”أربعون عاماً“.

3. وجاء في بعض الروايات، أنّ المسجد الحرام فيه قبر سبعين نبي منهم إسماعيل عليه السلام.

4. عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال: ”أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، مسجد الرسول، مسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة“


تاریخ المسجد (قبل الاسلام)

1. يبدأ تاريخ المسجد الحرام منذ أن بنى النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهم السلام الكعبة في مكة المكرمة، فقد ورد في القرآن الكريم على لسان إبراهيم عليه السلام قوله: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

2. كما أن الله ــ سبحانه وتعالى ــ أمر نبيه إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام أن يطهرا البيت الحرام والمساحة التي تحيط به، ويجعلاها خالية من أية عوائق لأداء الصلاة والركوع والسجود.

3. كان المسجد الحرام منذ ذلك الوقت عبارة عن فسحة واسعة، ولم يكن له جدار حاجز، ولم تكن حوله مساكن


الكعبة

1. هي بناء يقارب الشكل المكعب تقريباً، تقع في وسط المسجد الحرام، وهي قبلة المسلمين، ويقدّر ارتفاعها بحوالي خمسة عشر متراً، أمّا طول ضلعها من جهة الباب فيبلغ اثني عشر متراً، وكذلك الأمر بالنسبة للضلع المقابل له، في الوقت الذي يبلغ فيه طول كل ضلع من الضلعين الآخرين حوالي عشرة أمتار تقريباً.

2. الكعبة بناء على هيئة مكعب، يقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهو قبلة المسلمين وأهم مكان لعبادتهم، ويتوجه المسلمون إلى الكعبة عند الصلاة، ويطوفون بها في وقت أداء فريضة الحج، ويُعد الطواف حول الكعبة من أركان الحج.

3. للكعبة المشرفة أربع أركان هي: الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي، وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب: وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل.

أسماؤها (الکعبة)

إنَّ من أهم وأشهر أسماء الكعبة هو (بيت الله)، وقد ورد في القرآن الكريم أسماء أخرى للكعبة، وهي:

1. البيت: في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾.

2. البيت الحرام: في قوله تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ﴾.

3. البيت العتيق: في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾.

4. البيت المحرم: في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

5. أول بيت: في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِين﴾.

فضیلة الکعبة

تعتبر الكعبة من أهم الأماكن المقدسة في الإسلام، فقد أمر الله تعالى المسلمين بالحج إليها لمن كان مستطيعا، وهي أول مكان وضع لعبادة الخلق من الله عز وجل وفي السنة الثانية من الهجرة جعلها الله تعالى قبلة للمسلمين والتي يجب أن يتوجهوا لها في صلاتهم، فلا تصح صلاة المسلم إلا إذا توجه باتجاه الكعبة.

 

أركانها (ارکان الکعبة)

لقد جاءت تسمية أركان الكعبة الشريفة باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً، وجاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارةً أخرى، والأركان هي:

1. الركن الشرقي: وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابل بئر زمزم تقريباً، ويسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.

2. الركن الشمالي أو العراقي: وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً، وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجر إسماعيل، ويُسمَّى أيضاً بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.

3. الركن الغربي أو الشامي: وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، وهو الركن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجر إسماعيل.

4. الركن الجنوبي أو اليماني: وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً ويسمى الركن اليماني، ويُسمَّى أيضاً بالمُستجار، هو أحد أركان الكعبة المشرفة في اتجاه الجنوب وهو الركن الموازي لركن الحجر الأسود، وسبب تسميته باليماني أنه في اتجاه الجنوب وكانت العرب تسمي كل متجه إلى الجنوب يمناً باعتبار اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية

 

مکوناتها الخارجیة

تتكون الكعبة المشرفة خارجيا من مجموعة أجزاء، وهي:

1. الحجر الأسود: يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وهو مبدأ الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو أسود اللون ذو تجويف ( مُقعر)، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا، ويظهر منه الآن ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة، وأما باقيه فإنه داخل في بناء الكعبة المشرفة، والسواد هو على الظاهر من الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض.

* ورد في استقباله استحباب الدعاء، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إذا دخلت المسجدَ الحرام، فامشِ حتى‏ تدنو من الحجرِ الأسودِ، فتستقبله، وتقول: الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لو لا أن هدانا الله، لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو على‏ كلّ شي‏ءٍ قدير.

* شهادته لمن وافاه، فعن الإمام الصادقعليه السلام قال: أنّ أمير المؤمنينعليه السلام قال: فو الله ليبعثنّه الله يوم القيامة وله لسانٌ وشفتان، فيشهد لمن وافاه.

* من آثاره أنّه ورد: من عانق حاجّاً بغباره كان كأنما استلم الحجر الأسود.

2. الملتزم: هو مكان الالتزام من الكعبة فيما بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة، وسمي بالملتزم لأن الناس يلزمونه يلصقون صدورهم وأيديهم ويضعون خدودهم عليه ويدعون الله عنده، كما وردت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام.

3. باب الكعبة: يقع في الجهة الشرقية منها، وقديماً كان للكعبة فتحة للدخول إليها، فصُنع لها باب.

4. قفل ومفتاح الكعبة: يذكر أن حكام وسلاطين العصر العباسي، والعصر المملوكي، والعصر العثماني كانوا يرسلون هذه الأقفال والمفاتيح لاستخدامها في غلق وفتح باب الكعبة، وكان آخر قفل ومفتاح في العصر العثماني هو قفل ومفتاح أمر بصنعهما السلطان عبد الحميد خان في سنة 1309 هـ، ولقد بقي هذا القفل والمفتاح على باب الكعبة إلى أن جاء ال سعود الذين استبدلوه سنة 1398 هـ.

5. الحِجر (حجر إسماعيل): هو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة على شكل نصف دائرة، ولقد سمي حِجْرًا ؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم عليه السلام، وحجرت على المواضع، ليعلم أنه من الكعبة.

6. المِيزاب: هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، والممتد نحو الحِجْر، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة، وأول من وضع ميزابًا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها وجعلت لها سقفًا.

7. الركن اليماني: هو ركن الكعبة المشرفة الجنوبي الغربي، ويوازي الركن الجنوبي الشرقي الذي يوجد به الحجر الأسود، وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف، ويسمى بالركن اليماني؛ لأنه باتجاه اليمن.

8. الشاذروان: هو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف، وهو مسنم الشكل ومبني من الرخام في الجهات الثلاث، ما عدا جهة الحِجْر، ومثبت فيه حلقات يربط فيها ثوب الكعبة المشرفة.

9. كسوة الكعبة: هي الغطاء الأسود المزخرف الذي يكسو جدران الكعبة الخارجية.


خطبة الإمام المهدي (ع) في الكعبة

ذكرت الروايات أنَّ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه عندما يظهر في مكة ويُنكره الناس يُلقي خطبة وهو مسند ظهره إلى الكعبة يُعرّف بها عن نفسه يقول فيها: يا معشر الخلائق، ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام، فها أنا ذا نوح وسام ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل ...

زمزم

1. بئر زمزم: هو نبع الماء الذي انفجر تحت قدمي النبي إسماعيل عليه السلام، عندما تركه النبي إبراهيم عليه السلام مع أمّه في ذاك المكان، ففجّر الله معجزته هذه ليسقي بها نبي الله إسماعيل وأمّه هاجر، وسمّي بهذا الاسم لأنّ السيدة هاجر كانت تجمع مياه هذا البئر بيدها فتزمّه زمّاً، ولذلك سميّ بئر زمزم.

2. تقع في مكّة المكرمة على بعد واحد وعشرين متراً من الكعبة، وللبئر عيون مغذّية تضخ إليه من الماء ما يزيد عن الاثني عشر لتراً في الثانية الواحدة، ويبلغ عمقه الثلاثين متراً، وهو مقسّم لجزأين، وعمق الماء فيه يصل إلى أربعة أمتار تقريباً.

3. طُمر البئر في زمن ما قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا أنّ جده عبد المطلب حلم في مكان وجود البئر، وطلب أن يفتح، إلى أن وجدوه فعلاً، وتحققت رؤياه، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم في فضل هذا الماء: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها".


ولادة الإمام علي عليه السلام

1. قال الشيخ المفيد وهو يتحدث عن الإمام علي عليه السلام: ولد عليه السلام بمكة في الكعبة المشرفة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه إكراما من الله تعالى له بذلك وإجلالا لمحله في التعظيم.

وقد نص على ولادته في الكعبة المشرفة من علماء الشيعة كل من: السيد الرضي، الشيخ المفيد، القطب الراوندي، ابن شهر آشوب بالإضافة إلى الكثير من علماء أهل السنة كسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص)، والمسعودي في (مروج الذهب)، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)، وغيرهم الكثير.


وضع النبي (ص) للحجر الأسود

لما قامت قريش ببناء الكعبة ووصلوا إلى موضع الركن اختلفوا فان كل قبيلة تريد أن ترفع الحجر الأسود وتضعه مكانه، واستعدوا للقتال فيما بينهم، ومكثت قريش أربع ليال أو خمسا، ثم اجتمعوا وتشاوروا، وقال أحدهم: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا، فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال صلى الله عليه وآله وسلم: هلم إلي ثوبا، فاُتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثم بنى عليه.

  • 1